سرطان الغدة الدرقية : الأعراض، الأنواع، والعلاجات

سرطان الغدة الدرقية

هل تساءلت يومًا عن دور الغدة الدرقية في جسمك؟ هذه الغدة الصغيرة التي تشبه الفراشة وتوجد في أسفل العنق تتحكم في العديد من الوظائف الحيوية مثل تنظيم الأيض، معدل ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم.

ولكن ماذا يحدث عندما تخرج خلاياها عن السيطرة؟ سرطان الغدة الدرقية هو أحد الأمراض التي تصيب هذه الغدة ويعتبر من أكثر أنواع السرطان انتشارًا، ولكن لحسن الحظ، فإن اكتشافه مبكرًا يرفع معدلات الشفاء بشكل كبير.

في هذا المقال، سنستعرض جميع جوانب سرطان الغدة الدرقية بطريقة شاملة، من الأعراض والأسباب إلى العلاجات وطرق الوقاية.

ما هو سرطان الغدة الدرقية؟

سرطان الغدة الدرقية هو نوع من السرطان ينشأ من أنسجة الغدة الدرقية. يبدأ عادةً بتغيرات في الحمض النووي للخلايا التي تؤدي إلى نمو غير طبيعي، مما ينتج عنه أورام قد تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. مع أن سرطان الغدة الدرقية ليس من السرطانات الشائعة، إلا أنه أكثر انتشارًا بين النساء مقارنة بالرجال​

أنواع سرطان الغدة الدرقية

يمكن تقسيم سرطان الغدة الدرقية إلى أربعة أنواع رئيسية:

1. السرطان الحليمي: يعد النوع الأكثر شيوعًا، ويشكل حوالي 80% من الحالات. ينمو ببطء وغالبًا ما يُكتشف في مرحلة مبكرة.
2. السرطان الجريبي: يمثل 10% من الحالات، وغالبًا ما ينتشر إلى الأوعية الدموية والعظام.
3. السرطان النخاعي: نادر ويشكل حوالي 4% من الحالات. قد يرتبط أحيانًا بأمراض وراثية.
4. السرطان الكشمي: هو الأكثر عدوانية ونادر جدًا. يصيب عادة كبار السن وينتشر بسرعة​ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.

أعراض سرطان الغدة الدرقية

يمكن أن يكون سرطان الغدة الدرقية بدون أعراض واضحة في مراحله المبكرة، ولكن مع مرور الوقت قد تظهر الأعراض التالية:

• ورم أو كتلة في الرقبة: غالبًا ما تكون غير مؤلمة ولكن يمكن الشعور بها.
• صعوبة في البلع أو التنفس.
• بحة في الصوت قد تستمر لفترة طويلة دون سبب واضح.
• ألم في الرقبة أو الحلق.
• تضخم في الغدد الليمفاوية ​الطبي.

أسباب وعوامل الخطر

لا يزال السبب المباشر لسرطان الغدة الدرقية غير معروف تمامًا، ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة:

• التعرض للإشعاع: خاصة في الطفولة.
• التاريخ العائلي: وجود حالات سرطان الغدة الدرقية في العائلة يزيد من احتمالية الإصابة.
• اضطرابات الغدة الدرقية السابقة: مثل تضخم الغدة أو التهابها.
• الجنس والعمر: النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من السرطان مقارنة بالرجال، وخاصة في سن الأربعينات والخمسينات​ .

التشخيص

الفحص البدني

الخطوة الأولى في التشخيص غالبًا ما تكون الفحص البدني. يقوم الطبيب بتحسس الرقبة للتحقق من وجود كتل أو أورام غير طبيعية.

الموجات فوق الصوتية

يستخدم الأطباء الموجات فوق الصوتية لفحص حجم الغدة الدرقية والبحث عن أي أورام أو تغيرات في النسيج.

الخزعة بالإبرة الدقيقة

إذا اكتشف الطبيب كتلة مشبوهة، يمكنه إجراء خزعة بالإبرة الدقيقة للحصول على عينة من الأنسجة وفحصها تحت المجهر​

علاج سرطان الغدة الدرقية

تتنوع خيارات العلاج بناءً على نوع ومرحلة السرطان:

1. الجراحة: يُعتبر إزالة الغدة الدرقية جزئيًا أو كليًا الخيار الأساسي لمعظم حالات سرطان الغدة الدرقية.
2. العلاج باليود المشع: يستخدم بعد الجراحة للقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية.
3. العلاج الإشعاعي: يُستخدم عادةً في الحالات المتقدمة أو إذا كان السرطان قد انتشر خارج الغدة الدرقية.
4. العلاج الكيميائي: نادرًا ما يُستخدم لعلاج سرطان الغدة الدرقية إلا في حالات محددة مثل السرطان.

نسبة الشفاء

تعتبر معدلات البقاء على قيد الحياة مرتفعة بالنسبة لسرطان الغدة الدرقية، خاصة إذا تم اكتشافه وعلاجه في مراحله المبكرة. تبلغ نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات حوالي 98%، مما يجعله من أكثر أنواع السرطان التي يمكن علاجها بنجاح​

الوقاية من سرطان الغدة الدرقية

لا توجد طرق محددة للوقاية من سرطان الغدة الدرقية، ولكن بعض الخطوات يمكن أن تقلل من خطر الإصابة:

• تجنب التعرض للإشعاع غير الضروري، وخاصة في الطفولة.
• المتابعة المنتظمة إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض أو اضطرابات الغدة الدرقية.
• الحفاظ على وزن صحي وممارسة النشاط البدني قد تساهم في تقليل المخاطر العامة​مؤسسة ومركز الحسين للسرطان.

جدول مقارنة بين الأنواع الأربعة لسرطان الغدة الدرقية

النوع	النسبة المئوية	الأعراض	العلاج
السرطان الحليمي	80%	بطيء النمو، ورم غير مؤلم في الرقبة	جراحة، يود مشع
السرطان الجريبي	10%	ينتشر إلى الأوعية الدموية	جراحة، يود مشع
السرطان النخاعي	4%	وراثي في بعض الحالات	جراحة، إشعاع
السرطان الكشمي	نادر جدًا	سريع الانتشار، أكثر عدوانية	جراحة، كيميائي

الختام

في النهاية، سرطان الغدة الدرقية هو نوع من السرطان الذي يمكن علاجه بنجاح في معظم الحالات، خاصة إذا تم اكتشافه مبكرًا. الوعي بالأعراض المبكرة والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة يمكن أن يكون له دور كبير في الكشف المبكر والعلاج الفعال. إذا كنت تعتقد أنك قد تكون عرضة للإصابة بسرطان الغدة الدرقية أو كنت تعاني من أعراض مشبوهة، لا تتردد في استشارة طبيبك وإجراء الفحوصات اللازمة. تذكر أن الاكتشاف المبكر هو مفتاح الشفاء.