أسباب سرطان الغدة الدرقية : فهم العوامل والمخاطر

أسباب سرطان الغدة الدرقية

سرطان الغدة الدرقية هو أحد أنواع السرطانات التي تصيب الغدة الدرقية، وهي غدة تشبه الفراشة تقع في الجزء الأمامي من الرقبة. تعتبر الغدة الدرقية مسؤولة عن تنظيم العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، بما في ذلك معدل الأيض وضغط الدم ودرجة الحرارة.

لكن كيف يحدث سرطان الغدة الدرقية؟ وما هي الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة به؟ سنستعرض في هذا المقال الأسباب المحتملة والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة، مع التطرق إلى طرق الوقاية والتشخيص.

---

ما هو سرطان الغدة الدرقية؟

سرطان الغدة الدرقية هو نوع نادر نسبيًا من السرطان الذي يحدث عندما تتحول الخلايا الطبيعية في الغدة إلى خلايا غير طبيعية تتكاثر بشكل غير منضبط. قد ينتج ذلك عن طفرة جينية أو عوامل بيئية تؤدي إلى خلل في الحمض النووي لتلك الخلايا​

الأنواع المختلفة لسرطان الغدة الدرقية

يوجد عدة أنواع من سرطان الغدة الدرقية، وتختلف في شدة الإصابة وطرق العلاج:

1. السرطان الحليمي (Papillary Thyroid Carcinoma):

يعد الأكثر شيوعًا، ويصيب عادة النساء في سن مبكرة.

2. السرطان الجريبي (Follicular Thyroid Carcinoma):

يظهر عادة عند الأشخاص الأكبر سنًا، وهو أكثر خطورة من السرطان الحليمي.

3. السرطان النخاعي (Medullary Thyroid Carcinoma):

ينشأ من الخلايا التي تنتج هرمون الكالسيتونين، وهو نوع أقل شيوعًا ولكنه قد يرتبط بمتلازمات وراثية.

4. السرطان الأنابلاستي (Anaplastic Thyroid Carcinoma):

وهو النوع النادر والأكثر عدوانية​ وزارة الصحة السعودية.

---

الأسباب المحتملة لسرطان الغدة الدرقية

حتى الآن، لا يوجد سبب محدد يؤدي بشكل مباشر إلى سرطان الغدة الدرقية، ولكن هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة. هذه العوامل تشمل:

1. التعرض للإشعاع

يعد التعرض للإشعاع أحد أقوى العوامل التي تؤدي إلى سرطان الغدة الدرقية. الأشخاص الذين تعرضوا للإشعاع في الرأس أو الرقبة في الطفولة هم أكثر عرضة للإصابة. هذا يشمل أيضًا التعرض للإشعاع من العلاجات الطبية مثل العلاج الإشعاعي​ مؤسسة ومركز الحسين للسرطان.

2. الطفرات الجينية

هناك عدة طفرات جينية قد تؤدي إلى سرطان الغدة الدرقية، مثل متلازمة MEN2 التي تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان النخاعي. الطفرات الجينية قد تحدث بشكل وراثي أو بسبب عوامل بيئية​ Mayo Clinic​

3. التاريخ العائلي

وجود حالات إصابة بسرطان الغدة الدرقية أو أمراض الغدة الدرقية في العائلة يزيد من خطر الإصابة بشكل ملحوظ. إذا كان أحد الأقارب مصابًا بسرطان الغدة الدرقية، فقد يكون الخطر أعلى لدى الأفراد الآخرين من العائلة​

4. نقص اليود

اليود هو عنصر أساسي لوظيفة الغدة الدرقية. في المناطق التي يكون فيها نقص اليود شائعًا، ترتفع معدلات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية. هذا النقص يؤثر على وظيفة الغدة ويؤدي إلى تضخمها، مما قد يزيد من احتمالية حدوث الأورام​

5. التهابات الغدة الدرقية المزمنة

التهاب الغدة الدرقية المزمن، مثل مرض هاشيموتو، قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية على المدى الطويل​

6. السمنة

ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الغدة الدرقية. السمنة قد تؤدي إلى تغيرات هرمونية تؤثر على وظيفة الغدة الدرقية​

---

الأعراض المبكرة لسرطان الغدة الدرقية

قد تكون الأعراض المبكرة لسرطان الغدة الدرقية غير ملحوظة، ولكن بعض العلامات الشائعة تشمل:

• ظهور كتلة أو تضخم في مقدمة الرقبة.
• تغير في الصوت، مثل بحة الصوت أو صعوبة في الكلام.
• ألم في الرقبة أو الحلق.
• صعوبة في البلع أو التنفس.

---

طرق الوقاية من سرطان الغدة الدرقية

رغم أن الوقاية الكاملة من سرطان الغدة الدرقية قد تكون غير ممكنة، إلا أن هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لتقليل المخاطر:

1. تجنب التعرض للإشعاع قدر الإمكان، خاصةً في مرحلة الطفولة.
2. اتباع نظام غذائي غني باليود، خصوصًا في المناطق التي يكون فيها نقص اليود شائعًا.
3. المتابعة الدورية للأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان الغدة الدرقية ​Delta Medical Lab.

---

تشخيص سرطان الغدة الدرقية

تشخيص سرطان الغدة الدرقية يعتمد على مجموعة من الفحوصات التي تشمل:

1. الفحص السريري: الطبيب يقوم بفحص الرقبة للبحث عن أي كتل أو تغييرات في الغدة الدرقية.
2. تحليل الدم: يستخدم لاختبار مستويات هرمونات الغدة الدرقية وتحديد وظيفتها.
3. الخزعة: إزالة جزء صغير من الغدة لفحص الخلايا السرطانية.
4. فحوصات التصوير: مثل التصوير بالأشعة المقطعية (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد مدى انتشار السرطان​.

---

علاج سرطان الغدة الدرقية

تختلف طرق علاج سرطان الغدة الدرقية حسب نوع ومرحلة السرطان:

1. التدخل الجراحي: إزالة جزء أو كل الغدة الدرقية.
2. العلاج الإشعاعي: يستخدم لقتل الخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة.
3. العلاج الكيميائي: يُستخدم في الحالات الأكثر تقدمًا​.

---

الخلاصة

في النهاية، لا تزال أسباب سرطان الغدة الدرقية غير واضحة تمامًا، لكن هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة. من المهم متابعة صحة الغدة الدرقية والتوجه للطبيب في حالة ظهور أي أعراض مبكرة. كذلك، الحفاظ على نمط حياة صحي وتجنب العوامل البيئية الضارة قد يسهم في الوقاية من هذا المرض.

---

روابط خارجية مفيدة:
مؤسسة ومركز الحسين للسرطان
مايو كلينك – سرطان الغدة الدرقية